الثلاثاء، 24 يناير 2012

الفئات المستفيدة من البيانات المحاسبية The Users of Accounting Information

الفئات المستفيدة من البيانات المحاسبية The Users of Accounting Information
أشرنا سابقا إلى أنه من ضمن أهداف المحاسبة توفير معلومات تخدم عدة فئات وهذه الفئات يمكن تجميعها ضمن مجموعتين أساسيتين يتفرع عن كل منها عدة جهات وهي :

المجموعة الأولى : فئات من داخل المشروع وتشمل :

أ- مالكي المشروع Owners : مالكو المشروع هم الاشخاص الذين قاموا بتمويل هذا المشروع ولذلك يحرص هؤلاء على معرفة نتيجة أعمال المشروع ومركزه المالي لمعرفة ما إذا كانوا قد حققوا ربحا نتيجة أستثمار أموالهم في هذا المشروع وكمؤشر في إستمرارية إستثمارهم لأموالهم في هذا المشروع أو إستردادها جزئيا أو كليا لإستثمارها في بديل أكثر ربحية .

ب- إدارة المشروع Management : الإدارة الناجحة هي التي تقود المشروع من نجاح إلى أخر وتعمل على نموه وازدهاره وهذا لايتحقق إلا من خلال إتخاذ قرارات رشيدة ووضع سياسات مستقبلية سليمة وهذا لا يتأتى إالا من خلال التعرف على الوضعية المالية للمشروع الذي يقومون على إدارته .

ج- العاملين في المشروع Employees : كثيرا ما نلقي باللوم على العاملين لعدم ولائهم وكثيرا ما نسمع من العاملين عدم مبالاتهم لربحية أو خسارة المشروع إنطلاقا من أنهم سيحصلون على رواتبهم في نهاية الشهر مهما كانت نتيجة أعمال المشروع, وهذا بالتأكيد إعتقاد خاطئ فالمشروع الناجح هو الذي يمنح العاملين فيه مكافأت وعلاوات تشجيعية أما المشاريع غير الناجحة فهي التي تستغني عن عدد من العاملين فيها لتخفيف الأعباء والتكاليف, الأمر الذي يستدعي من العامل في المشروع تتبع الوضعية المالية للإطمئنان إلى إستمراريته في العمل من عدمها .

المجموعة الثانية : فئات من خارج المشروع وتشمل :

أ- المساهمين المرتقبين في المشروع Potential Investors : فالمستثمر يفكر كثيرا في إختيار المشروع الأنسب والأجدى ليودع أمواله فيه ولذلك يجب على المستثمر أن يدرس الوضعية المالية للمشروع الذي سيستثمر أمواله فيه قبل الإقدام على هذه الخطوة .

ب- المحللون الماليون Financial Analysts : فالمحلل المالي يهتم بالحصول على البيانات المحاسبية لتحليل وضعية المشروع بغية تقديم النصح والمشورة للمستثمرين حول أوضاع الشركات بشأن التعامل بأسهمها وسنجاتها في الأسواق المالية بيعا وشراء .

ج- دائنو المشروع وموردوه Creditors : فالمعلومات المحاسبية تقدم لهم الأساس المتين للحكم على الوضع المالي للمشروع وحركة النقدية فيه ومقدرته على سداد الالتزامات في مواعيد إستحقاقها ولذلك نجد أن البنوك قبل منحها تسهيلات أئتمانية للعملاء تطلب منهم معلومات كافية عن المشروع لتحليلها ودراستها .

د- بعض الجهات الحكومية Government : تهتم دائرة ضريبة الدخل مثلا بتحديد ارباح المشروع بدقة لمعرفة الضريبة المستحقة عليها وتحديد حق خزينة الدولة فيها, كما أن دائرة الاحصاءات العامة ووزارة التخطيط تهتم بالبيانات لوضع الخطط المستقبلية ولمعرفة مستوى القطاعات الغقتصادية في الدولة .

ولا يتسع المجال لحصر جميع هذه الفئات إذ نجد أن الدارسين والباحثين يهتمون بالبيانات المحاسبية عند قيامهم بالأبحاث الاقتصادية والمالية المختلفة, ناهيك عن العملاء الذين يسعون لإختيار أفضل مصادر التمويل بالبضائع والتجهيزات اللازمة وغيرهم من فئات المجتمع .

الأحد، 22 يناير 2012

نشأة المحاسبة وتطورها The Development of Accounting

نشأة المحاسبة وتطورها The Development of Accounting
يذكر بعض الكتاب " أن أول محاولة قام بها الإنسان لتسجيل البيانات المالية ترجع إالى عهد الاشوريين في حوالي عام 3500 قبل الميلاد, وذلك حين حرص ملوكهم على تسجيل ما كانوا يدفعونه لجنودهم من رواتب على صورة ماشية, أو أحجار كريمة ".

وعلى الرغم من أن بعض الكتاب ينسب إلى العالم الإيطالي لوقا باتشيليو وضع نظام القيد المزدوج Double Entry System , إلا أن الثابت تاريخيا أن نظام القيد المزدوج - وهو أساس العمل المحاسبي - معروف قبل ظهور لوقا , وهذا ما أكده لوقا ذاته في مقدمة أطروحته التي وضعها عام 1494م إذ أشار إالى أنه لا فضل له في إبتكار القيد المزدوج, بل كل ما جاء به هو تفسير وتجميع أساليب كانت معروفة ومبعثرة في مؤلف مطبوع . ولكننا نتفق مع هؤلاء الكتاب في فضل لوقا على المحاسبة إذ أنه أول من وضع الأساس الواضح لمجموعة الدفاتر المحاسبية المؤلفة من ثلاثة دفاتر : دفتر اليومية ودفتر الأستاذ ودفتر التسويدة Waste Book , إضافة إالى فضله في الدعوة إلى تجميع إيرادات ومصاريف المشروع من خلال حساب يسمى حساب الأرباح والخسائر بغية التعرف على الربح المادي للمشروع .

ولسنا نبغي السرد التاريخي لنشأة المحاسبة إذ أن هناك مؤلفات عديدة وضعت لبيان تطور الفكر المحاسبي وهي متخصصة بالسرد التاريخي لنشاة المحاسبة وتطورها , ولكننا لا نغالي إن قلنا أن المحاسبة قد نشأت منذ فجر التاريخ وأخذت تتطور تبعا للتطورات الإقتصادية والإجتماعية التي عايشتها المجتمعات . فكلنا يعرف أن المزارع ينطلق من فكر محاسبي فقبل زراعته لقطعة الأرض التي يمتلكها - أو يزرعها - يفكر مليا بالمحصول الذي سيزرعه ثم يختار ذلك المحصول الذي يحقق له أكبر ربحية ممكنة وبأقل جهد وتكلفة وهذا من صميم الفكر المحاسبي المعاصر . وكلنا يعرف أن المصريين القدماء قد أحتفظوا بسجلات توضح كميات ونوعية المحاصيل الزراعية التي كانت ترد إال خزائن الدولة وتخرج منها, وهذا الحصر للمحاصيل الزراعية هو من صلب الفكر المحاسبي المعاصر .

ونتيجة نمو التبادل التجاري في القرن الخامس عسر الميلادي نشات ضرورة توفير طرق محاسبية قائمة على أسس علمية سليمة فتأسس أول معهد متخصص للمحاسبة في مدينة البندقية في عام 1581م .

كما نتج عن الثورة الصناعية التي شهدتها فرنسا والدول المجاورة في نهاية القرن الثامن عشر نمو في المشاريع الفردية وعدم مقدرة الأفراد على إنشاء مشاريع بمفردهم , الأمر الذي أستدعى ظهور ما يسمى حاليا بالشركات وترتب عليه وضع أسس تحكم علاقة الشركاء بعضهم ببعض وتحكم علاقة المشروع بالبيئة المحيطة به .

وقد أمتد إستخدام المحاسبة في العصر الحديث إالى المشأت الصناعية والتجارية والمالية والجمعيات والمؤسسات الحكومية وترتب عليه ظهور عدة فروع لعلم المحاسبة وظهور عدة هيئات ومؤسسات محاسبية تسعى جاهدة لتطوير أسس وقواعد ونظريات علم المحاسبة بإختلاف فروعها .

السبت، 21 يناير 2012

أهداف المحاسبة المالية Financial Accounting Aims

أهداف المحاسبة المالية Financial Accounting Aims
على الرغم من أن الهدف الاساسي لوجود المحاسبة هو التعرف على نتيجة أعمال المشروع من ربح أو خسارة كما ورد في التعريف السابق للمحاسبة إلا أن المحاسبة المالية تهدف الى تحقيق أهداف عديدة أخرى نذكر منها :

1. تسجيل Recording جميع العمليات المالية التي تتم في المشروع عند حدوثها مباشرة ووفق تسلسل وقوعها الزمني بهدف الرجوع اليها عند الحاجة.

2. تبويب وتصنيف Classification العمليات المالية بهدف التعرف على مديونية ودائنية المشروع ومعرفة ما لها من أصول وما عليها من إالتزامات.

3. إستخراج نتائج أعمال المشروع وبيان مركزه المالي للتعرف على موجودات وإالتزامات المشروع وما طرأ عليها من تغير منذ نهاية الفترة المالية السابقة وحتى تاريخ إعداد قائمة المركز المالي الجديدة.

4. مساعدة الإدارة في إتخاذ القرارات السليمة ورسم السياسات المستقبلية وهذا من حلال التقارير المالية التي تقدمها المحاسبة لإدارة المشروع.

5. توفير معلومات تخدم أغراض فئات من داخل المشروع واخرى من خارجه كالعاملين والملاك الحاليين والمتوقعين والجهات الحكومية وغيرها.

الجمعة، 20 يناير 2012

الفرق بين المحاسبة ومسك الدفاتر The difference between accounting and book keeping

الفرق بين المحاسبة ومسك الدفاتر
تحدثنا في التدوينة السابقة عن تعريف المحاسبة المالية وبالتالي فأن تعريف المحاسبة يقودنا للتفرقة بينها وبين ما يطلق عليه مسك الدفاتر .

حيث يعرف مسك الدفاتر Book keeping بأنه " فن تدوين العمليات المالية لأي مشروع أو منشأة في دفاترها واستخراج نتائجها وفقا لمبادئ المحاسبة " . من هذا التعريف يتبين أن المحاسبة Accounting أكثر شمولية من مسك الدفاتر إذ أن مسك الدفاتر هو العمل الالي أو الميكانيكي الذي يقوم به ماسك الدفاتر والذي بدوره غير مطالب بمعرفة كل مبادئ وقواعد المحاسبة وإنما يكفي معرفته بالأسس المحاسبية المستخدمة في تحليل وتسجيل العمليات المالية واستخراج نتيجة المنشأة من ربح او خسارة , وهذا كله جزء يسير من عمل المحاسب Accountant , ومن هنا جاءت مقولة أن المحاسب يمكن أن يكون ماسك دفاتر ولكن يصعب على ماسك الدفاتر أن يكون محاسبا .

تعريف المحاسبة المالية Financial Accounting Definition

تعريف المحاسبة المالية Financial Accounting Definition
للمحاسبة المالية تعريفات عديدة تختلف بإختلاف الزمان الذي وضع فيه التعريف لما ينطوي عليه مرور الزمن من تطورات لابد لتعريف المحاسبة من مواكبتها, وتختلف بإختلاف جهة تعريف المحاسبة لأن كل جهة تصوغ التعريف من الجانب الذي يغطي إحتياجاتها سيما وان المحاسبة لها القدرة على أن تتشكل وتملك من المرونة ما يجعلها مفيدة لجهات عدة, فقد عرفتها جمعية المحاسبة الأمريكية بأنها " عملية تشخيص وقياس وإيصال المعلومات الإقتصادية ( المالية ) بشكل يمكن الأطراف ذات العلاقة من الحكم على الأمور المالية للمنشأة وإتخاذ القرارات المناسبة بشأنها ".

Accounting is the process of identifying, measuring and communicating economic information to permit informed judgment and decisions by users of the information

كما عرفها معهد المحاسبين القانونيين الأمريكيين (AICPA) في النشرة المحاسبية رقم 4 الصادرة في شهر 10 عام 1970م بأنها " نشاط خدمي, وظيفتها تزويد المعلومات الكمية, ذات الطبيعة المالية أساسا, بالنسبة لمنشأة معينة, والتي يقصد منها ان تكون مفيدة لذوي العلاقة في إتخاذ القرارات الاقتصادية الرشيدة " .

غير أننا في مدونة أصول المحاسبة المالية نرى أن أشمل التعاريف في هذه المرحلة وبما يحقق أهداف مدونتنا المتواضعه التى نسعى من خلالها لتبسيط وتوضيح المفاهيم والمبادئ المحاسبية على النحو الأتي :

" المحاسبة علم يشتمل على مجموعة من القواعد والمبادئ والأسس والنظريات التي تستخدم في تحليل وتسجيل وتبويب وتصنيف العمليات المالية من واقع مستندات مؤيدة لها وذلك بهدف التعرف في نهاية الفترة المالية على نتيجة أعمال المشروع من ربح أو خسارة ومعرفة مركزها المالي ".

من هذا التعريف يتضح أن للمحاسبة بعدين أساسيين : بعد علمي وبعد فني, حيث يتضح البعد العلمي من إعتماد المحاسبة على مجموعة من القواعد والأسس والنظريات وكل ما يقوم على نظريات وأسس ثابته فهو علم, أما البعد الفني فهو الجانب التطبيقي للمحاسبة وذلك من خلال تبويب وتصنيف أعمال المشروع وفق قواعد واسس يغلب عليها الطابع الأجتهادي فعمليات التبويب والتصنيف هي عمليات فنية تطبيقية ولذلك يمكن القول بان المحاسبة علم وفن.

مدخل الى علم المحاسبة المالية

مدخل الى علم المحاسبة المالية

المحاسبة علم اجتماعي متطور يواكب التغيرات التي تطرأ على المجتمع لأن المعلومات المحاسبية هي أساس إتخاذ القرارات الأقتصادية سواء أكان ذلك للأفراد أم للمجتمعات, فالمرء قبل إتخاذه لقرار شراء قطعة أرض يقيم عليها منزله لابد له من دراسة وضعيته المالية ومدى قدرته على تمويل تنفيذ هذا القرار, وكذا الشركات عندما تفكر بإتخاذ قرار يتضمن فتح خط إنتاجي جديد أو التوسع بإنشاء فرع في منطقة ما فإنها ترجع لدراسة وضعيتها المالية وقدرتها على تمويل هذا القرار ودراسة جدواه الاقتصادية لمعرفة ما إن كان قرار التوسع قرارا مربحا أم لا, وهكذا المجتمع فالدولة عندما تفكر بإنشاء مشروع استثماري أو بزيادة نفقاتها الجارية كالرواتب والاجور فإنها تدرس إيراداتها المتوقعة خلال الفترة المقبلة للتأكد من قدرتها على تحقيق ذلك.

من هذا كله نستطيع القول أن المحاسبة تؤدي دورا فاعلا كنظام للمعلومات في عمليات مستمرة ومترابطة حيث تعمل المحاسبة على حصر العمليات المالية التي قامت بها المنشأة إضافة إلى معالجة هذه البيانات الأساسية وتحويلها إالى معلومات تقوم المحاسبة بإيصالها إالى مستخدميها من خلال التقارير المالية.